تبسَّم كالبرق لـمَّا آئتـلق
رشاً خاتـَل القلب حتى آعتلقْ
ولاحَ لنا مرسلاً شـِعـره
فكانَ الضياء وكان الغسـَـقْ
كأنَّ سنا نوره صـــارِمُ
اصيب الصباحُ به ِ فآنفـَلـَقْ
فما حاكَ من شعره مطرفاً
من الليل ِ الاّ وفيه إنخــَـرَق
بدى والثريـَّا بأفق السما
كعنقود فاكهة في طـــَبق
فأخجل بدر السما وجـههُ
فذا الطلّ راشح ذاكَ العـَـرق
وجنَّ سهيل الى وجنتـَـيه
فها هو في الافق ِ رهن القلق
يجورُ النطـّاق على خصرهِ
فها هو منذعر المنتطـَــق
بخـَدٌيهِ وردُ زهـا زهـرَهُ
لِما قد سقـَـته القلوب العلق
أقام به خالّه حارســــاً
يذود عن الزهر سحر الحدق
فصُنه بنهديك هب إنــٌـهُ
صَلا نار خدّيك حتى احترق
فقد ماج ماء الصبا فيهـما
ألم تخشَ ان يعتريه الغـَرقْ
رشاً خامر السكر إخـلاقــَهُ
فبات يُرى فيه مثل النــَزقْ
ثناياهُ والواو من صِدغـــِه
هما علـَّمانيَ عطف النسـَق
فبتُ ّ ومن ريقهِ خمـــرتي
ولم أحتسي كاس ساق ٍ رَهَق
ولم اسأم ِ الراح لكنـــّني
تركتُ الرقيــق َ بأخذ الأرقّ
سقى بقعة الكرخ مـن ملعبٍ
ملث القطار مُديم الغـَــدَق
سكوب يحاكي بتسكابــِـه
غـُروب السواقي اذ ما اندفق
فلي عندها لا درتْ عــُذ ّلي
فتاة ٌ تضيء ضياء الفلق
على انها لم تنلني ســِوى
شهيّ المقـّبل والمُعتنـَق
وكنـّا رضيعي لبان الهـوى
لنا كلُ ّ ما راق منه ورَق
ومذ جاء حق الحجى بالمشيب
وكان الصبا باطلاً قد زهق
لَوتْ جيدَها والهوى عاكـِف
وذلك باق ٍ بقاء الرَمــَق
ومذ فلق الشـَّيب قد حفّ بي
تلـَتْ قــُل اعوذ بربّ الفلق