فداءاً لمثواك من مضجع تنور بالأبلج الأروع
بأعبق من نفحات الجنان روحاً ومن مسكها أضوع
ورعياً ليومك يوم الطفوف وسقياً لأرضك من مصرع
وحزناً عليك بحبس النفوس على نهجك النير المهيع
وصوناً لمجدك من أن يذال بما أنت تأباه من مبدع
فيا أيها الوتر في الخالدين فذا إلى الآن لم يشفع
ويا عظة الطامحين العظام للاهين عن غدهم قنع
تعاليت من مفزع للحتوف وبورك قبرك من مفزع
تلوذ الدهور فمن سجد على جانبيه ومن ركع
شممت ثراك فهب النسيم نسيم الكرامة من بلقع
وعفرت خدي بحيث استراح خدّ تفرى ولم يضرع
وحيث سنابك خيل الطغاة جالت عليه ولم يخشع
وطفت بقبرك طوف الخيال بصومعة الملهم المبدع
وخلت وقد طارت الذكريات بروحي إلى عالم أرفع
كأن يداً من وراء الضريح حمراء مبتورة الإصبع
تمد إلى عالم بالخنوع والضيم ذي شرف مترع
تخبط في غابة أطبقت على مذنب منه أو مسبع
لتبدل منه جديب الضمير بآخر معشوشب ممرع
وتدفع هذي النفوس الصغار خوفاً إلى حرم أمنع
وخير بني الأم من هاشم وخير بني الأب من تبع
وخير الصحاب بخير الصدور كانوا وقاءك والأذرع
فيابن البتول وحسبي بها ضماناً على كل ما أدعي
ويابن التي لم يضع مثلها كمثلك حملاً ولم ترضع
ويا بن البطين بلا بطنة ويابن الفتى الحاسر الأنزع
ويا غصن هاشم لم ينفتح بأزهر منك ولم يفزع
ويا واصلاً من نشيد الخلود ختام القصيدة من مطلع
يسير الورى بركاب الزمان من مستقيم ومن أضلع
وأنت تسير ركب الخلود ما تستجد له يتبع
بأبي التي ورثت مصائب أمها فغدت تقابلها بصبر أبيها