لك اللــــه ياعـــــراق

اســــــفري فالحجـــاب ياأبنــــة فهــــر............... هــــو داء فـــي الاجتمــــاع وخيـــــم ............... كــــل شـــيء الى التجـــدد مــــاض ............... فلمـــــاذا يقّـــر هــــذا القديــــم ............... اســـــفري فالســــفور للناس صـــبح ............... زاهــــر والحجـــــاب ليل بهيــــــم ................ اســـــفري فالســــفور فيه صـــــلاح ................ للفريقيـــــن فــــيه نفـــــع عمـــــيم ................ زعمـــــوا ان في الســــفور انثلامـــــــا ...............كــــذبوا فالســـــفور طهــــر ســــليم..............لايقي عفــــة الفتاة حجـــــاب.......بل يقيهـــــا تثقيفهــــــا والعلـــــــوم

الاخـــــبار صفحة مقالات صفحة شعــراء كمبيــوتر









الخميس، 12 فبراير 2009

انشـــــودة المطــــر-بدر شاكر السياب

عيناك غابتا نخيل ساعة السحر.
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكروم
وترقص الأضواء .. كالأقمار في نهر
يرجه المجداف وهنا ساعة السحر...
كأنما تنبض في غوريهما النجوم
وتغرقان في ضباب من أسى شفيف كالبحر
سرح اليدين فوقه المساءدفء الشتاء فيه
و ارتعاشة الخريف و الموت و الميلاد و الظلام و الضياء
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء.
كنشوة الطفل إذا خاف من القمر
كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم..
وقطرة فقطرة تذوب في المطر
وكركر الأطفال في عرائش الكرو م
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودة المطرمطرمطرمطر
تثاءبي المساء و الغيوم ما تزال.
تسح ما تسح من دموعها الثقال :
كأن طفلا بات يهذي قبل أن ينام بأن أمه -
التي أفاق منذ عامفلم يجدها،
ثم حين لج في السؤال قالوا له :
" بعد غد تعود" -لابد أن تعود
و إن تهامس الرفاق أنها هناكفي جانب التل تنام نومة اللحود،
تسف من ترابها و تشربي المطر
كأن صيادا حزينا يجمع الشباك
ويلعن المياه و القدر
و ينثر الغناء حيث يأفل القمر
المطرالمطرأتعلمين أي حزن يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إذا انهمر ؟
و كيف يشعر الوحيد فيه بالضياع؟
،بلا انتهاء_ كالدم المراق، كالجياعكالحب كالأطفال كالموتى - هو المطر
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروق
سواحل العراق بالنجوم و المحار
كأنها تهم بالبروق.
فيسحب الليل عليها من دم دثار
اصح بالخيلج : " يا خليج"يا واهب اللؤلؤ و المحار و الردى
فيرجع الصدى:كأنه النشيج
يا خليج"".. يا واهب المحار و الردى
أكاد أسمع العراق يذخر الرعود
و يخزن البروق في السهول و الجبال
حتى إذا ما فض عنها ختمها الرجال
لم تترك الرياح من ثمود.
في الواد من اثر أكاد اسمع النخيل يشرب المطر
و اسمع القرى تئن ،
و المهاجرين،يصارعون بالمجاذيف و بالقلوع :
عواصف الخليج و الرعود ،
منشدين مطر"مطرمطر
وفي العراق جوع وينثر الغلال فيه موسم الحصاد
لتشبع الغربان و الجراد
و تطحن الشوان و الحجررحى تدور في الحقول …
حولها بشرمطرمطرمطر
وكم ذرفنا ليلة الرحيل من دموع
ثم اعتللنا - خوف أن نلام - بالمطرمطرمطر
و منذ أن كنا صغارا، كانت السماءتغيم في الشتاء،
و يهطل المطر وكل عام - حين يعشب الثرى-
نجوع ما مر عام و العراق ليس فيه جوع
مطرمطرمطر
في كل قطرة من المطر.
حمراء أو صفراء من أجنة الزهر
و كل دمعة من الجياع و العراة
وكل قطرة تراق
من دم العبيدفهي ابتسام
في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليد
في عالم الغد الفتي واهب الحياةمطرمطرمطر"..
سيعشب العراق بالمطر
أصيح بالخليج : " يا خليج"يا واهب اللؤلؤ و المحار و الردى
فيرجع الصدى:كأنه النشيج
يا خليج"" يا واهب المحار و الردى
وينثر الخليج من هباته الكثارعلى الرمال ،
رغوه الاجاج ، و المحارو ما تبقى ن عظام بائس غريق
من المهاجرين ظل يشرب الردىمن لجة الخليج و القرار
و في العراق ألف أفعى تشرب الرحيق.
من زهرة يربها الرفات بالندى
و اسمع الصدى يرن في الخليج
مطر"مطرمطر
في كل قطرة من المطر
حمراء أو صفراء من أجنة الزهر
وكل دمعة من الجياع و العراة
وكل قطرة تراق من دم العبيد
فهي ابتسام في انتظار مبسم جديد
أو حلمة توردت على فم الوليد
في عالم الغد الفتي ، واهب الحياة "
ويهطل المطر