لـُحْ كوكباً وإمشِ غـُصناً والتفِتْ ريما
فأن عداكَ آسمها لم تعدك السيما
وجه اغرّ وجيدٌ زانـه جـِيـــدُ
وقامة ٌ تخجل الخطيّ تقويما
يامن تجلّ عن التمثيل صورته
أأنتَ مثـَّلتَ روح الحسن تجسيـما
نطقت بالشعر سحراً فيك حين بدا
هاروت طرفـُكَ يُنشي السحر تعليما
فلو رأتك النصارى في كنائسها
مصوراً رّبعت فيـكَ الأقانيـما
إذا سفرتَ تولىَّ المتقيّ صنـَماً
وإن نظرتَ توقى ٌ الضيغمُ الريـما
مَن لي بألمي نعيمي بالعذاب به
والحبّ ان تجد التعذيب تنعيـما
لو لم تكن جنة الفردوس وجنته
لم يسقني الريق سلسالا وتنسيـما
ألقى الوشاحَ على خِصر ٍ توهمٌه
فكيف وشـٌحَ بالمرئيُ موهومـا
ورجَّ احقاف رمل ٍ في غلائلِـهِ
يكاد ينقدّ عنها الكشح مهضومـا
ان ألـٌم َالحِجل ساقيه فلا عجبٌ
فقد شكى من دقيق الدرز تأليمـا
الردف والساق رداً مشَيـِهِ بهرا
والدرع منقدّة والحجل مفصومـا
في وجهه رُسمت آيات مصحفه
تـُـتلى ولم يخش قاريهن تأثيمـا
ذي نون حاجبه لو حاؤه آتصلت
في ميم مبسمه لم تعدُ حاميمـا
ولحن معبد يجري في تكلٌمـِهِ
إنْ أدمجَ اللفظ ترقيقاً وتـَرخيـما
يانازلي الرمل من نجد احبكم
وان هجرتم ففيما هجركم فيمـا
ألستُمُ انتـُمُ رَيحانَ أنفسُنا
دون َ الرياحينَ مَجنيـٌاً ومَشمومـا
إن ينأ شخصكم فليدنو طيفكمُ
لو أن للعين إغفاءً وتـَهويمـا
هل توردون ظمآءً عذب منهلِكُم
أمْ تصدرون الاماني حِوٌمـاً هِيمـا
لي بينكم لا أطال الله بينكمُ
غضيض طرفٍ يردّ الطرف مسجومـا
انا رضيع هواه منذ نشأتـِـهِ
ونشأتي لم تردني عنه مفطومـا
ما حلتُ عنه ولا عن عهد صبوته
وان أطال الجفا عزماً وتـَصميما
حرمَّت وصلي كما حللتَ سفكَ دَمي
صدقتُ شرعك تحليلا وتـَحريما
ياجائراً وعلى عَمْـدٍ أحَكُمـٌهُ
أعدِلْ وجرْ بالذي ولاّك تحكيمـا
لك الصبا والجوى لي والعُلى لعَلي
وقل (لهادي) الهدى طرداً وتقسيما